نوادر جحا-الغراب الطائر الجزء السادس-قصص الأطفال الفصل الثانى العصفور الناطق(ج3) نوادر جحا "الشائعه الثانية"جحا يبحث…

نوادر جحا-ليلة المهرجان الجزء الأول-قصص الأطفال
نوادر جحا-ليلة المهرجان الجزء الأول-قصص الأطفال
ليلة المهرجان
نوادر جحا
(1) عيد الربيع

يقول جحا دعانى بعض الأصحاب إلى أن أذهب معهم ، إلى خارج المدينة ، لأشاهد المهرجان العظيم الذى يقام فى هذه الليلة ، وذلك بمناسبة الاحتفال بعيد الربيع .
طاوعتهم ، وذهبت معهم ، لأتسلى بما فى المهرجان من غناء وإنشاد ، ومن تمثيل واستعراض ، ومن فكاهات مؤنسة ، ونكت مضحكة ، وأحاديث مسلية ، فى جو بهيج .
قضيت فى ساحة المهرجان ساعات من الليل ، والناس فى طرب ومرح ، هنا وهناك ، يروحون ويجيئون .
وأنا رجل كبير السن ، لا أستطيع أن أسهر الليل الطويل ، وليس فى قدرتى أن أتابع المهرجان إلى نهايته فى آخر الليل .
أحسست بالتعب ، ولا بد لى أن أستريح .
أين أجد الركوبة التى تعود بى إلى المدينة الآن ؟
هل أنتظر وأنا متعب ، حتى يعود أصحاب الركائب ؟
زوار المهرجان لن يعودوا إلا بعد أن ينتهى الاحتفال ، وركائبهم تنتظرهم فى أول الساحة التى يقام فيها المهرجان .
لم يكن لى حيلة إلا أن أذهب إلى أول الساحة ، وأقعد هناك لأستريح ، وأنتظر عودة الأصحاب من المهرجان ، لأركب معهم إلى المدينة عائدين إلى البيوت .
ذهبت إلى أول الساحة ، وانتحيت ركناً بعيداً ، فوجدت سلة كبيرة تركها صاحبها ، ليعود إليها بعد التفرج ، وفى داخل السلة ملاءة كبيرة فارغة ، ليس فيها أى شئ .
شعرت بحاجة شديدة إلى النوم ، فدخلت فى السلة ، وكومت جسمى فيها ، وبدأت أشعر بالراحة .
كان الشهر العربى يقترب من نهاية أيامه ، والقمر يظهر عادة على شكل هلال فى أوائل الشهر العربى وفى أواخره .
عاد القمر هلالاً كما بدأ . أصبح نوره قليلا هادئاً .
لم تعد الأصوات المختلطة فى المهرجان تصل إلى سمعى .
الجو حولى جميل ، مريح الأعصاب .
فى هذا السكون الطيب ، بدأ النوم يداعب عينى .
بعد قليل ، وجدتنى لم أشعر بشئ حولى .
لقد أغمضت جفنى ، وأسلمت نفسى للأحلام .
(2) حديث اللصين

ظللت على حالى ، نائما ، ساعة أو بعض ساعة .
أيقظتنى من نومى همسات من حولى . ماذا أسمع ؟
هل عاد زوار المهرجان من احتفالهم بعد انتهائه ؟
فتحت عينى قليلا ، وفى النور الضئيل ، لم أر إلا شبحين اثنين ، يتبادلان الكلام فى صوت خافت .
انكمشت فى مكانى ، لا أتحرك ، أسمع وأرى .
سمعت أحدهما يقول لرفيقه ، وهو يتلفت فى حذر : ” تعال نتحسس هذه السلال التى تركها زوار المهرجان ، فى هذا المكان . إنها سلال مختلفة الأشكال والألوان .”
فأجابه رفيقه ، وهو يهز كتفه ويتلفت هو الآخر : ” يجب أن نسرع فى ذلك ، قبل أن يحضر الزوار ، ليأخذوا السلال التى تركوها ، وهم يظنون أنها فى أمان .”
أدركت على الفور أنهما لصان جاءا يسرقان ، فى هذا المكان .
وعرفت أنهما سيختاران من السلال المختلفة سلة كبيرة الحجم ثقيلة الوزن ، تشبع أطماعهما الكثيرة .
لا شك أن الزوار حين جاءوا تركوا سلالهم فارغة ، إلا من أشياء خفيفة ، ليست كبيرة القيمة أو عظيمة الوزن .
إنهم أخذوا معهم إلى المهرجان ما فى السلال من أطعمة أو أمتعة .
معنى هذا أن السلة التى أنا منكمش فيها اضخم السلال وأثقلها وزنا ، وأنها عامرة بالخيرات .
لن يخطر ببال اللصين أن السلة فيها إنسان .
أنا إذن فى انتظار اللصين ، وعلى أن أزداد انكماشا فى السلة ، حتى لا يشعر أحد اللصين بوجودى فيها .
فرصة عظيمة لى أن يقع الاختيار على السلة التى تحتوينى .
سيحملها الصان ، وكل منهما سيفرح بها أشد الفرح ، يحسب أنه ظفر بغنيمة عظيمة ، ليس بعدها غنيمة .
سيحمل اللصان السلة وأنا فيها ، إلى المدينة ، فأصل إليها ، وأنا مرتاح ، لم أتعب قدمى فى السير الطويل .
نوادر جحا-ليلة المهرجان الجزء الأول-قصص الأطفال

صح كل ما توقعته ، فقد جاء اللصان إلى سلتى ، وتحسسها كل منهما ، فأسرع إلى حملها ، ولم يفطن أحد منهما إلى أنى منكمش فيها ، وأنه ليس بها شئ غيرى .
(3) حيلة ” جحا “

أخذ اللصان طريقهما إلى المدينة فى خفية وحذر ، يخافان أن يلمحهما أحد من زوار المهرجان ، فيشك فى أمرهما ، ويقبض عليهما .
وبعد أن امتد بهما المشى بعض الوقت ، جعلت أفكر فى شأن هذين اللصين اللئيمين ، اللذين حضرا ليسرقا السلة .
فكرت فى الأمر ، وفكرت طويلا .
وبعد التفكير الطويل ، عزمت على أن ألقى على هذين اللصين السارقين درسا قاسيا ، درسا لن ينسياه ، مدى الحياة ، جزاء ما فعلاه .
صبرت عليهما ، وهما يسيران بى ، وقد جهدهما المشى ، وغلبهما التعب ، حتى اصبحنا على مسافة قريبة من المدينة .
بدأت أنفذ خطتى ، وألقى على اللصين الدرس المؤلم الذى يستحقانه .
مددت يدى فى خفة وحذر إلى رأس أحد اللصين ، فجذبت خصلة من شعره جذبة شديدة عنيفة ، بكل ما فى من قوة !
صاح اللص غضبان ، يقول لصاحبه : ” أهذا وقت العبث أيها الخبيث ؟ ألا يكفيك ما نحن فيه من مشقة السير الطويل ؟ ما بالك تشد شعرى ؟! “
تعجب صاحبه ، وقال : ” ماذا تعنى ؟ لم أفهم مما تقول شيئا . كيف أشد شعرك ويداى مشغولتان بحمل السلة ؟ أنت تحلم ، بل أنت مخبول ! ألا تستحى مما تقول ؟ “
سررت بما سمعت من اللصين ، وعزمت على أن أتابع خطتى ، لأرى ما يجرى بينهما من مناقشة ومنازعة .
بعد لحظات ، ملت على رأس اللص الآخر ، فجذبت خصلة من شعره جذبة أعنف مما فعلته فى المرة الأولى .
فصاح فى وجه صاحبه ، يقول له فى تعجب : ” لماذا تشد شعرى هذا الشد المؤلم ؟ أتريد بذلك أن تنتقم منى ؟ هل أنت ما زلت على ظنك السيئ : أنى شددت شعرك ؟ “
فقال له الآخر ، وهو يشير بيديه : ” أنا غفرت لك إساءتك إلى ، ولم تمتد يداى إليك ، لأشد شعرك . ألا ترى يدى الاثنتين تمسكان بالسلة ؟ أنت تسئ إلى ، ثم تكذب على . ليس هذا وقت معاكسة ، أو وقت مداعبة . فنحن نحمل سلة ثقيلة فيها خير لك ولى . امض بنا ، وجانب أن تهزل بالكلام ، حتى نصل بسلام .”
بقلم
الكاتب الكبير: كامل كيلانى
موضوعات ذات صلة:
“اضغط على الاسم او الصوره للانتقال للموضوع”
قصة جحا و السلطان![]() | عندما تحكم المرأة![]()
|
This Post Has 0 Comments