نوادر جحا-الغراب الطائر الجزء السادس-قصص الأطفال الفصل الثانى العصفور الناطق(ج3) نوادر جحا "الشائعه الثانية"جحا يبحث…

نوادر جحا-كيس الدنانير الجزء الرابع-قصص الأطفال
نوادر جحا-كيس الدنانير الجزء الرابع-قصص الأطفال
كيس الدنانير (ج4)
نوادر جحا

(14) حرج الفضولى
تظاهر ” جحا ” بالتعجب مما سمع .
التفت إلى القاضى قائلا : ” لست أدرى كيف يزعم أنه رآنى وسمع حديثى ؟ أتُرى جارى العزيز كان يتجسس علىَّ ، ويختلس النظر إلىَّ ؟ إذا صح هذا ؛ فما أبشعه جرما ! ليت شعرى : كيف يتجسس الجار على جاره ؟ وبأى حق ينصت إلى أقواله ؟ “
قال القاضى : ” لا ريب أن التجسس جريمة بشعة ، لا يرتكبها إلا مهين حقير ، لا كرامة له ولا ضمير . “
قال ” جحا ” : ” خلاصة شكواى أننى طلبت من الله مالا فأعطانى ما طلبت . شهد جارى ما أظفرنى به الله من مال وافر .. فحسدنى ، وزين له الشيطان أن يزعم أنه صاحب المال ، ليستولى عليه . ليت شعرى : كيف يجرؤ على مثل هذا الزعم ؟ إنه معروف بالبخل من الناس جميعاً . لو رأى فقيرا يكاد يموت جوعاً ، لما أعانه بكسرة من الخبز . “

(15) براعة ” جحا “
استأنف ” جحا ” دفاعه قائلا : ” ليت شعرى . كيف تجوز دعواه فى ذهن عاقل ؟ “
قال الفضولى : ” كيف تقلب الحقائق ، يا ” جحا ” ؟ كيف تنكر حقى فيما أخذته من المال ؟ “
التفت ” جحا ” إلى القاضى قائلا : ” ما أظن صاحبى يتورع – بعد ما شهدت من جرأته – أن يقذفنى بأى تهمة ضالمة ! لست أدرى ماذا يمنعه من أن يدعى أنه صاحب هذه الفروة الثمينة ! “
صرخ الفضولى قائلا : ” أتبلغ بك الجرأة أن تنكر أن الفروة ملكى ، وأنك استعرتها منى ؟ “
تظاهر ” جحا ” بالغضب ، وقال : ” لعلك جننت ؟ فماذا يمنعك من أن تزعم أن الدابة التى حملتنى إلى دار القاضى ملك لك أيضا ؟ “
صرخ الفضولى قائلا : ” أفى ذلك شك ؟ أتجرؤ على إنكار هذا أيضا ؟ “
(16) حكم القاضى
غضب القاضى مما سمع . أيقن أن غريم ” جحا ” مخبول أو كذاب . لم يخامره شك فى صدق ” جحا ” فيما ادعاه ، وكذب الفضولى فيما لفقه ورواه .
التفت القاضى إلى الفضولى ، قائلا : ” ألا تخجل مما تقول ؟ كيف تتهم جارك زورا وبهتانا ؟ كيف تبيح لنفسك أن تتجسس على أفعاله ، وترهف السمع إلى ما يسره من أقواله ؟ بأى حق يتنصت الجار على جاره ، ويتقصى ما يخفيه من أسراره ، ثم يتهمه بالباطل ؟
كيف تجرؤ على اتهام جارك الأمين بسرقة دابتك ومالك وفروتك ؟ عد من حيث أتيت . حذار أن تقصر فى الاعتذار إلى جارك الكريم ، عما بدر منك فى حقه من إساءة جارحة ، وتهمة فاضحة ! “
تلقى ” جحا ” حكم القاضى راضياً شاكراً ، كما تلقاه الفضولى ذاهلاً حائراً .
(17) درس نافع

وهكذا انتهت قصة ” جحا ” مع جاره ! ..
أرأيتم كيف احتال ” جحا ” على جاره ، حتى أوقعه فى الفخ ، وكيف استطاع أن يقنع القاضى بحجته ، بفضل براعته وذكائه ومهارته ؟
لو وقفت القصة عند هذا الحد ، لكانت إساءة ” جحا ” لا تقل عن إساءة صاحبه ؛ فإن الأساءة لا تجزى بالإساءة ، والخطأ لا يجزى بالخطأ .
كان ” جحا ” أكرم من أن ينهب مال جاره !
كانت غايته أن يلقنه درسا يكفه عن التجسس ، ويردعه عن الفضول .. فلما بلغ مراده ، أعاد إليه ما أخذه منه .
أصبح الفضولى – منذ ذلك اليوم – شخصا آخر : تاب عن الفضول والبخل . أصبح مثالا للرجل الكامل الذى لا يشغل نفسه بما لا يعنيها ، ولا يقصر فى بذل المعونة لطالبيها .
لم ينس الجار فضل ” جحا ” بعد أن ردَّ عليه ثروته ؛ وأرجع إليه دابته ، وأعاد إليه فروته .
بقلم
الكاتب الكبير: كامل كيلانى
اخترنا لك:


[…] “نوادر جحا-كيس الدنانير الجزء الرابع-قصص الأطفال“ […]