نوادر جحا-الغراب الطائر الجزء السادس-قصص الأطفال الفصل الثانى العصفور الناطق(ج3) نوادر جحا "الشائعه الثانية"جحا يبحث…

نوادر جحا-الأسد والثيران الثلاثة الجزء الثالث-قصص الأطفال
نوادر جحا-الأسد والثيران الثلاثة الجزء الثالث-قصص الأطفال
الأسد والثيران الثلاثة (ج3)
نوادر جحا

ويستمر جحا فى سرد أحداث القصة لابنائه و ابناء اخية بحضور أخية
(4) أول الفرائس
أسرع ” ابن آوى ” إلى الأسد ، وحدثه بكل ما دار بينه وبين الثيران الثلاثة من مناقشة وحوار .
ابتهج الأسد بما وفق إليه وزيره ” ابن آوى ” ، وشكره على براعته وفطنته ، وذكائه وحسن حيلته .
حان وقت الأصيل ، الموعد الذى حدده ” ابن آوى ” لكى يلتقى الثور الأبيض والأسد معا .
ذهب الثور الأبيض إلى عرين الأسد ، وهو آمن مطمئن ، ليشكره على فضله ومنته ، وما وعده به من تأمينه وحمايته .
لم يكد ” أبو فراس ” يرى الثور الأبيض حتى هشَّ له وبشَّ .
أظهر له أنه مرحب بزيارته ، فرح بحضوره .
كانت فرصة ثمينة نادرة لم يضيعها الأسد .
كان الأسد يترقب هذه الفرصة بفارغ الصبر .
وثب الأسد الباطش على الثور الأبيض ، وهو مستسلم له ، يحسبه متحمسا للقائه ، متوثبا للسلام عليه .
انقض عليه الأسد بكل قوته ، حتى قضى عليه ! ..
وما أسرع أن جعل يلتهم منه ما يشبع به جوعه !..

(5) مع الثور الأحمر
بعد ايام ذهب ” ابن آوى ” إلى مكان الثورين فى الغابة .
رأى الثور الأحمر وحده . لم يدع الفرصة تفلت منه .
أقبل عليه ، يبثه شوقه إليه . ظل يحادثه ويسامره ، ويحاوره ويداوره ؛ حتى أنس به ، وأخلد بثقته إليه .
قال ” ابن آوى ” للثور الأحمر ، بصوت خافت : ” أخبرك بأنى سمعت أمس حديثا عجيبا ، لم يطاوعنى قلبى على كتمانه عنك ، وأنت أخ كريم ، وصديق حميم . “
سأله الثور الأحمر متحببا إليه ، مقبلا عليه : ” يتجدنى – ايها الصديق العظيم – شاكرا لك أجزل الشكر ، إذا أفضيت بهذا الحديث العجيب إلىَّ ، وشفعته بما تشير به علىَّ . وإن إخلاصك لى ، ليدعوك ألا تخفى شيئا عنى . “
قال ” ابن آوى ” متظاهرا بالحزن والجزع : ” الحق أنى ظللت – حتى أمس – شديد الإعجاب بك ، وبصاحبك الثور الأسود ، إذ أراكما متحابين متصافيين ، كنت أظن أنكما مثل رائع للإخاء ، وصادق المودة والوفاء . ولكن ظهر لى أنى غير مصيب فى هذا الظن . “
ظهر الجزع على وجهه الثور الأحمر ، لما سمع هذا الكلام . حسب ” ابن آوى ” صادقا فيما أفضى به إليه .
سأله متلهفا : ” أقسمت عليك ألا تكتم عنى ما تعلم . ماذا عرفت من سره ، واطلعت عليه من أمره ؟! “
أجابه ” ابن آوى ” : ” كان من حسن حظك أن لقيت صاحبك منذ ساعات ، وحدثنى بما يضمره لك من شر وما تنطوى عليه نفسه الخبيثة من مكر وغدر .”
اشتد فزع الثور الأحمر مما قاله ” ابن آوى ” .
ضاق صدره بما سمع من حديث الثعلب العجيب .
سأله أن يفسر له ما غمض ، ويفصح له عما أراد .
أقبل عليه ” ابن آوى ” مترددا ، وقال له متوددا : ” يدفعنى غخلاصى لك ، وإعجابى بفضائلك ، وحسن تقديرى لطيبة قلبك ، وكريم شمائلك : أن أفضى إليك بما عرفت اليوم من أمر صاحبك المنافق الكبير ، ذلك الذى يخفى لك فى قلبه عكس ما يظهر ، ويبدى لك بلسانه عكس ما يضمر .
لقيت صاحبك الثور الأسود منذ ساعات . سألته عنك ، فلم يجب . كررت له سءالى ، فأبى إلا أن يمتنع عن الجواب .

تعجبت من صمته ، وشككت فى أمره ، وسألته : ” لماذا أنت حاقد على صاحبك الثور الأحمر ؟ “
تردد وأحجم ! عرفت أنه يضمر شرا ، ويبيت لك ضرا .
ظللت أحاوره وأداوره ، حتى علمت أنه عازم على التخلص منك ، لتصفو له الغابة وحده ، فلا يكون له فيها شريك .
سألت الثور الأسود : ” أى حيلة تريد أن تلجأ إليها ؟ “
فما راعنى منه إلا قوله : ” فى مكان قريب من الغابة ، سمعت صوت ” الكركدن ” ، وهو – كما تعلم – أقوى حيوان فى الغابة . سأذهب إليه فى صباح الغد ، وأخبره بأنى مستعد أن أسهل له طريق الوصول إلى صاحبى والظفر به ، حتى تصفو لى الغابة . “
جزع الثور الأحمر مما قاله ” ابن آوى ” .
سأله متفزعا : ” فبماذا تشير على أن أفعل ؟ “
أجابه ” ابن آوى ” : ” من حسن حظك أن الأسد يفردك بإعجابه ومودته ، وإخلاصه ومحبته . سأخبر الأسد بما سمعت ، وهو الكفيل بأن يدفع أذاه عنك . “
لم يتمالك الثور الأحمر أن شكر محدثه ” ابن آوى ” على ما أظهر له من إخلاص ومودة ، وتقدير ومحبة .
لمتابعة الجزء التالى اضغظ هنا
“نوادر جحا-الأسد والثيران الثلاثة الجزء الرابع-قصص الأطفال“
بقلم
الكاتب الكبير: كامل كيلانى
اخترنا لك:


This Post Has 0 Comments