نوادر جحا-الغراب الطائر الجزء السادس-قصص الأطفال الفصل الثانى العصفور الناطق(ج3) نوادر جحا "الشائعه الثانية"جحا يبحث…

نوادر جحا-الأسد والثيران الثلاثة الجزء الأول-قصص الأطفال
نوادر جحا-الأسد والثيران الثلاثة الجزء الأول-قصص الأطفال
الأسد والثيران الثلاثة
نوادر جحا

يروى جحا لأخية و أبناء أخية قصة الاسد والثيران الثلاثة
(1) بين ” أبى فراس ” و ” ابن آوى “
فى أمسية من أمسيات الصيف الوديعة ، والجو نسيمه هادئ طيب ، والقمر يتربع وسط السماء بنوره البهىِّ اللؤلئ ، استقبلت الأسرة الجحوية ضيفها العزيز الشيخ ” نعمان ” .
وبعد أن اطمأن به الجلوس فى البيت ، رغب الشيخ إلى ” جحا ” أن يمتعه – كما هى عادته – بحديث من أحاديثه الأنيسة ، فى قصة من اقاصيصه النفيسة .
وسرعان ما انضم الفتى ” جحوان ” والفتاة ” جحية ” إلى الشيخ ” نعمان ” فيما رغب فيه . فلم يسع ” جحا ” إلا أن يستجيب للرغبة .. وأنشأ يقول بصوته المأنوس : ” منذ مئات السنين الماضية ، كان يعيش فى إحدى الغابات : أسد من الأسود باطش قوى ، كنيته : ” أبو فراس ” .
وثعلب من الثعالب خادع ذكى ، كنيته ” ابن آوى ” .
وكذلك كان يعيش – فى تلك الغابة – ثلاثة ثيران كبار ؛ أحدهما أحمر . والثانى : أسود . والثالث : أبيض .
أراد ذلك الأسد أن يفترس هذه الثيران ؛ ولكنه كان يعجز عن افتراس الثيران الثلاثة ، وهى مجتمعة .
شكا الأسد أمره إلى وزيره ” ابن آوى ” .
كان ” ابن آوى ” ماكرا ذكيا ، لا تعييه الحيلة .
كان عارفا بطبائع الحيوان التى جُبلت عليها .

قال ” ابن آوى ” للأسد ، تعليقا على شكواه . ” هيهات أن تبلغ منها ما تريد ، ما دامت متحدة مجتمعة ، لن تصل إلى غرضك منها ، إلا إذا دبَّ الخلاف بينها .”
قال الأسد ، وهو يفكر فيما قاله ” ابن آوى ” له :” هيهات أن يدب الخلاف بين هذه الثيران الثلاثة ، إنها – فيما علمت – متآلفة ، متحابة متعاطفة ! “
قال ” ابن آوى ” : ” لا بد أن نوقع بينها الفرقة والتخاذل ، ليتخلى كل واحد منها عن نصرة صاحبيه . بذلك يمكن افتراس كل ثور منها على حدة . فلا يتعرض صاحباه لحمايته ، ومنعك من الظفر به . “
قال الأسد : ” فكيف السبيل إلى ذلك ؟ “
قال ” ابن آوى ” : ” اترك هذا المهم لى . “
قال الأسد : ” ما أجدرك بشكرى ، إذا انتهى سعيك بالنجاح ، وكللت جهودك بالفلاح ! “
(2) خدعة ” ابن آوى “

تحين ” ابن آوى ” الفرصة لتنفيذ خطته التى دبرها .
رأى الثور الأبيض بعيدا عن الثورين الآخرين .
أسرع ” ابن آوى ” بالذهاب إلى أخويه ، ابتدرهما بالتحية والسلام ، وفى وجهه إشراقة وعلى فمه ابتسام .
ظل يقص عليهما حكايات طريفة عن صاحبه الأسد ، ويعلن لهما أنه يحسُّ فى قلبه الشوق إليهما ، والأنس بلقائهما .
قال له الثوران ، وهما فرحان بأن هذا شعور الأسد نحوهما : ” إننا نحسُّ من الشوق إليه أضعاف ما يحسُّ به من ذلك . فماذا يمنعه من الحضور إلينا ، والتسليم علينا ؟ “
قال ” ابن آوى ” : ” يمنعه وجود الثور الأبيض بينكما . “
سألاه متعجبين : ” افصح لنا أيها الأخ العزيز عما تعنيه لماذا يبغض الأسد صاحبنا ، وهو لا يفترق عنا فى شئ ؟ “
قال ” ابن آوى ” متظاهرا لهما بالعجب : ” كيف تقولان ؟ وبأى منطق تحكمان ؟ ألا تعلمان أن بقاء صاحبكما هذا – فى الغابة – مصدر كل نكبة علينا وشر ، ومبعث كل أذية وضُرٍّ؟ “
تعجب الثوران مما سمعه من هذا القول .
سألاه أن يفسر لهما تلك الألغاز الغامضة .
استأنف ” ابن آوى ” قوله ، مشيرا إليهما : ” لون الأسد ، ولونى ، ولونكما : متقارب . أما لون صاحبكما ، فيدل على أنه غريب عنا ؛ كما هو غريب عنكما . أغاب عنكما هذا أيها الصاحبان ؟ لون البياض يفضحنا فى الغابة فى النهار والليل لأعين الناظرين ، ويعرضنا لغارات الغادرين ، وكيد المعتدين ، من أشرار الصيادين . أما لون الحمرة ولون السواد ، فلا يكادان يظهران لأنظار الصيادين ، من خلال الأشجار الكثيفة المشتبكة .”
جزع الثوران مما سمعا . دبَّ إلى قلبيهما الرعب والفزع .
كل من الثورين حسبه صادقا فى نصحه وتحذيره .
سألاه متلهفين : ” فبماذا تشير علينا ، أيها الناصح الأمين ؟ “
قال ” ابن آوى ” وهو ينبش الأرض بأظفاره : ” أرى أن تتركا أمره لسيدى الأسد ؛ فهو كفيل بالقضاء فى أمره ، وتخليصكما معا من أذيته وشره . “
قال الثوران : ” ليكن لك ولصاحبك الأسد ما تريدان . “
لمتابعة الجزء التالى اضغظ هنا
“نوادر جحا-الأسد والثيران الثلاثة الجزء الثانى-قصص الأطفال“
بقلم
الكاتب الكبير: كامل كيلانى
اخترنا لك:


This Post Has 0 Comments