رواية عندما تحكم المرأة: للكاتب محمد محسن عندما تحكم المرأة-الفصل الحادي عشر م6 -قصص وروايات…

عندما تحكم المرأة-الفصل السادس م1 -قصص وروايات
رواية عندما تحكم المرأة:
للكاتب محمد محسن

عندما تحكم المرأة-الفصل السادس م1 -قصص وروايات
عنوان الفصل “قانون للعوانس”
المشهد الأول (م1)
قانون للعوانس
” اجتماع للجمعية العامة لمجلس الدولة برئاسة رئيس المجلس . جميع المستشارين من الرجال ، والسيدة الوحيدة التى تحضر الاجتماع هى وزيرة الدولة لشئون مجلس الوزراء ” .
رئيس المجلس : لقد رفضنا مشروع القانون بإجماع الآراء ، ومجلس الوزراء أصر على إصدار المشروع . ومن هنا رؤى – للتوفيق ، ولمنع أزمة وزارية ، وخلاف حاد بين القضاة والحكومة – إعادة عرض المشروع مرة أخرى على المجلس ، على أن تحضره وزيرة لعرض وجهة نظر مجلس الوزارة ورئيسة الوزراء .
والآن هل تفضلون بحث المشروع من حيث المبدأ مرة أخرى ، أو رفضه بلا مناقشة أو بحث التفاصيل ؟ الرأى لكم .
أصوات الأعضاء : رفض بلا مناقشة . لن نرجع عن قرارنا . هذا المشرةع ظالم ، ونحن نرفض الظلم . أين المساواة ؟ يسقط ..
رئيس المجلس : ( مقاطعا ) : القضاة لا يقولون يحيا أو يسقط . القضاة يتكلمون بموضوعية ، وبلا هتافات .
الوزيرة : أعطونى فرصة لأشرح لكم .
أصوات الأعضاء : القوانين لا تشرح شفاهة . القوانين تعيش إلى الأبد ، وتقدمها المذكرات التفسيرية ، وتشرحها النصوص .
الوزيرة : تعلمت منكم وعلى يد أساتذتكم أيضا ، وبعضكم قام بالتدريس لى فى كلية الحقوق وفى الماجستير والدكتوراه أيضا .
نائب رئيس المجلس : نلت الماجستير والدكتوراه فى هذا العهد ، بعد أن حكمت المرأة .
أحد المستشارين : تعرفين كم تمنح الدرجات العلمية الآن للمرأة ؟!
الوزيرة : ( بابتسامة ) : اللجان التى منحت المرأة الماجستير والدكتوراه أغلبها من الرجال .
أحد المستشارين : وأنت ؟
الوزيرة : ( بابتسامة ) : كان كل أعضاء اللجنة من الأساتذة .. الرجال .
أحد المستشارين : ضعف الرجال أمامك .
أحد المستشارين : أمام جمالك .
الوزيرة : ( بابتسامة ) : أشكرك للمجاملة وللرقة . ومن ناحية أخرى ، غذا اتهمتم أنفسكم كرجال بالخروج عن الموضوعية ومنحى الدكتوراه ومنح زميلاتى أيضا هذه الدرجة ، وأنتم رجال قانون ، فمعنى ذلك أنكم تلومون أنفسكم . ومع ذلك ، فدرجاتى العلمية ليست موضوع اجتماعكم . ولا هى المشكلة التى تتفرغون لمناقشتها الآن . جئنا جميعا من أجل مشروع قانون ، فدعونا نبحثه . والحكومة . وأنا أتكلم باسم مجلس الوزراء .. قررت العدول عن مشروع القانون الذى ينص على أن من حق العانس الحصول على تعويض من الدولة .
رئيس المجلس : إذن ، ترفع الجلسة فالمشكلة قد انتهت .
الوزيرة : لا يا سيادة الرئيس . قرار مجلس الوزراء يقول بتفويض الجمعية العمومية لمجلس الدولة نظر مشروع القانون . فإذا وافقت عليه عرض على البرلمان . وإذا رفضته الجمعية فإن مجلس الوزراء يعد نهائياً عن المشروع . ومادام القرار فى يدكم ، وأنتم أصحاب الرأى النهائى فيه ، وقراركم ملزم لنا ، فلم لا نبحثه فى هدوء وبموضوعية وبلا تحيز ؟
أحد المستشارين : من نصحكم بهذه الفكرة الجهنمية ؟!
الوزيرة : واحد منا .
رئيس المجلس : بل واحد منا .
الوزيرة : لا فرق بيننا وبينكم .
أصوات : هناك فرق .
رئيس المجلس : توافقون على مناقشة مشروع القانون من حيث المبدأ ؟
أصوات خافتة : موافقون .
عندما تحكم المرأة-الفصل السادس م1 -قصص وروايات

رئيس المجلس : لا أسمع أصواتكم . ليرفع يده كل من يوافق على مناقشة مبدأ القانون .
” أيد كثيرة ترتفع ” .
الوزيرة : المسألة بسيطة . المرأة هى الجنس الضعيف .
أصوات : كذب . أنتن تحكمن .
الوزيرة : احمنى يا سيادة الرئيس .
رئيس المجلس : دعوها تتكلم .
الوزيرة : حتى الآن ، وبرغم كل المحاولات التى بذلناها ، فما زالت الفتاة تنتظر أن يتقدم إليها الرجل بطلب الخطبة أو الزواج . وتبقى فى انتظاره لا تستطيع أن تطلب يده .
أصوات : هناك حالات كثيرة للمرأة ، وهى تخطب الرجل وتطلب يده للزواج .
الوزيرة : أعترف بذلك ، ولكنها حالات محدودة للغاية . وقد قدمنا حوافز وجوائز ، ولم ننجح فى ذلك . وجعلنا وزارة الزواج تؤثث البيت ، وتدفع المهر ، وتعطى منحة لقضاء شهر العسل . وأقمنا فنادق لهذا الغرض فى المصايف والمشاتى بأسعار رمزية ، ومع ذلك فالفتيات يخجلن من التقدم للرجل يطلبن الزواج منه . والرجال ، بصراحة ، يرفضون الزواج بهذا الأسلوب .
أصوات : طبعا نرفض .
الوزيرة : لا تنسوا أننا لم نجعل هذا شرطا إجباريا فى الزواج . ما زلنا نجعل المسألة اختيارية .
نائب رئيس المجلس : وهل فكرتن فى ذلك فعلا ؟
الوزيرة : فعلا . فكرنا ، وخصص مجلس الوزراء أكثر من جلسة لهذا الغرض . وأخيرا انتهينا بعد استطلاع آراء الفتيات إلى أن ذلك يلغى الرومانسية من حياة المرأة ، ويجعل الزواج أشبه بالتجنيد الإجبارى !!
رئيس المجلس : الحمد لله .
الوزيرة : وهكذا ترون أننا نحرص على التقاليد القديمة .
رئيس المجلس : تقصدين بعضها .
الوزيرة : طبعا إذا كانت تصلح لهذا الزمان .
رئيس المجلس : نعود إلى مشروع القانون المعروض .
الوزيرة : ما دامت الفتاة تحيا فى انتظار زوج قد لا يتقدم لها ، لذلك رأينا أن من حق العانس الحصول على تعويض .
أحد المستشارين : ولم لا يأخذ الرجل العانس تعويضا ؟!
الوزيرة : لأنه يستطيع أن يتزوج فى أى وقت .
رئيس المجلس : قد لا تتقدم إليه فتاة .
الوزيرة : ولكنه يستطيع التقدم ، إنه حتى الآن صاحب الحق الأول فى أن يعرض الزواج .
أحد المستشارين : ربما يخشى أن يرفض طلبه .
الوزيرة : اعتدتم ذلك طوال العمر ، ولا تجدون فيه غضاضة ، ومع ذلك تتزوجون .
أحد المستشارين : ولم لا تواجه الفتاة بالرفض ؟
الوزيرة : الحياء .. الخجل .
أحد المستشارين : أيها الخجل أين حمرتك ؟!
الوزيرة : ( يحمر وجهها ) : أرجوكم ، لا داعى للمناقشة فى هذه المنطقة لأننا لن نتفق . المسألة هى أننا نطالب بتعويض للعانس . ربما يكون السبب فى رفض المشروع أنكم جعلتم صرف التعويض ابتداء من سن الخامسة والعشرين .
أصوات : اجعلوها ابتداء من سن الأربعين .
الوزيرة : ( مهللة الوجه ) : إذن موافقون على المبدإ ؟
رئيس المجلس : ( هامسا ) : يا لذكائك !
الوزيرة : ( هامسة ) : تعلمنا منكم ( بصوت عال ) أنتم تزوجتم وانتهى الأمر . أنا أريد لبناتكم أن يتزوجن بسرعة . شجعوهن على أن يطلبن أيدى الرجال ، أو يحصلن على معاش .
رئيس المجلس : ما دمنا قد وافقنا على المبدإ . فلنجعل التعويض يبدأ من الثلاثين .
الوزيرة : 35 .
الأعضاء : زوديها شوية .!
الوزيرة : أبدا . نحن مقبلات على انتخابات . ونريد أصوات المرأة . فساعدونا على ذلك .
الأعضاء : نساعدكم ضد الرجال .. ضدنا .
الوزيرة : ونحن وأنتم أسرة واحدة . ولا أظنكم ترغبون فى بقاء بناتكم معكم . دعوهن يتزوجن أو يأخذن تعويضا إذا لم يتزوجن حتى سن الخامسة والثلاثين .
رئيس المجلس : القانون لا يسمى ذلك تعويضا . ليكن معاشا .
الوزيرة : وهل يقبل أحدكم أن تمنح ابنته معاشا فى سن الخامسة والعشرين ؟!
الأعضاء : لا .
الوزيرة : إذن موافقون .
موضوعات ذات صلة:
–عندما تحكم المرأة-الفصل الأول-قصص وروايات.
–عندما تحكم المرأة-الفصل الثالث م1 -قصص وروايات.
–قصة جحا والسلطان الجزء الأول-قصص الأطفال.
This Post Has 0 Comments