رواية عندما تحكم المرأة: للكاتب محمد محسن عندما تحكم المرأة-الفصل الحادي عشر م6 -قصص وروايات…

عندما تحكم المرأة-الفصل التاسع م5 -قصص وروايات
رواية عندما تحكم المرأة:
للكاتب محمد محسن

عندما تحكم المرأة-الفصل التاسع م5 -قصص وروايات
عنوان الفصل “ثمن الكراهية”
المشهد الخامس (م5)
وجد الأزواج أن أول ما يجب عليهم القيام به العمل على إلغاء نصوص قوانين الأحوال الشخصية التى يعتبرونها جائرة .
” فى المحكمة الدستورية العليا ” .
محامى نقابة الأزواج : هذا القانون غير دستورى ، وأطلب إلغاءه لأنه يمس مبدأ المساواة التى قام على أساسها الحكم والعدل فى البلاد .
محامية نقابة الزوجات : عندما يتحقق العدل أخيرا تسمونه ظلما ؟!
المحامى : أنتن لا تحاولن إخفاء الظلم أو ستره بقناع .
مفوضة الدولة : أنضم إلى زميلتى ، وأطلب رفض الدعوى .
المحامى : غريبة . عرفناك من قبل تقفين مع المظلوم . الآن تناصرين الظالمين .
مفوضة الدولة : اذكر لى موقفا واحدا اتخذته ضد أى قانون أصدرته حكومة المرأة .
المحامى : هذا هو الظلم . أنت مع الحكومة هذه الأيام ، لأنها حكومتكن .
رئيسة المحكمة : لا مكان فى المحكمة للعتاب . هناك حق يجب أن يسترد ، وظلم يرفع ، وعدالة تسود .
المحامى : إذن أرجو المحكمة أن تحقق العدل ، فلا يعقل أن يوجد قانون يجدد ثمنا للكراهية .
رئيسة المحكمة : هذا عنوان يصلح لفيلم سينمائى .
مفوضة الدولة : سيدتى المستشارة لا تزال تحن لماضيها القديم ، عندما كانت نجمة السينما الأولى فى البلاد .
رئيسة المحكمة : ” تتنهد ” كانت أيام .
المحامى : لا تزالين نفس النجمة اللامعة التى كنا ننتظر أفلامها بشغف .
المحامية : سيدتى أحذرك من هذا الثعلب .
رئيسة المحكمة : لا تقاطعى خصمك ” تتنهد مرة أخرى ” .
المحامى : لا أعرف لماذا اختطفتك العدالة …
رئيسة المحكمة : لا تنس أنى كنت أول خريجة حقوق تشتغل بالسينما .
المحامية : سيدتى .. أحذرك !
رئيسة المحكمة : من حق كل طرف أن يشرح قضيته .
المحامية : إنه يشرح قضيتك أنت .
رئيسة المحكمة : سأضطر لإخراجك من القاعة إذا ظللت تمنعين خصمك من إبداء دفاعه !
المحامية : أى دفاع . تركت القانون للسينما ، وعدت للقانون لإنصاف المظلومات .
المحامى : ونسيت نفسك .
مفوضة الدولة : لقد اختارت الدولة النجوم فى كل المواقع لشغل المناصب القيادية . ومن حق الحكومة أن تختار ، فالمناصب القيادية فى هذا العهد ليست بالأقدمية ، بل لإعطاء المناصب نوعا من البريق .
المحامى : وما شأن سيدتى الرئيسة بالأقدمية وحساب السنين ؟!
رئيسة المحكمة : شكرا .
مفوضة الدولة : القانون السليم من الناحية الدستورية . الزوج الذى يرفض طلب زوجته الطلاق ، ويظل يماطل ويسوف ويلجأ لتأجيل نظر القضية التى تقيمها زوجته ، يعاقب بنص القانون ، فتلغى رخصة قيادة للسيارة ، ويمنع من التصرف فى أمواله . لا يستطيع التوقيع على شيك وتوقف ترقيته .
المحامى : هذا هو الظلم !
المحامية : بل هذا هو العدل فى أرفع درجاته . الزوج فى هذه الحالة يعتبر زوجته نوعا من الوقف . تبقى على ذمته وهى تريد أن تتحرر . ومن هنا ، كان يجب وقف صلاحياته حتى يصدر الحكم إما بالطلاق ، أو بالتطليق طبقا للتعريف القانونى . أو برفض الدعوى . وبعد الحكم يسترد كل حقوقه . فهل هذا يعتبر ظلما ؟!
المحامى : طبعا . هذه عقوبة توقع عليه . والعقوبة يجب أن تكون بحكم قضائى .
عندما تحكم المرأة-الفصل التاسع م5 -قصص وروايات

مفوضة الدولة : لو أنها عقوبة لاستمرت ، ولكنها إجراءات ترغم الزوج على التعجيل بتقديم مستنداته وإبداء أسباب رفضه للطلاق وحتى لا يماطل ويسوف ويرغم الزوجة على التنازل عن دعواها وتحيا مع رجل لا تحبه ، ومع زوج يرغمها بتصرفاته على طلب الطلاق .
المحامى : ألا تجدون فى هذا يا سيدتى إرغاما للزوج على طلاق زوجته التى يحبها ؟!
المحامية : لا توجد زوجة تطلب الطلاق من زوج يحبها .
المحامى : فعلا .
المحامية : إذن تنازل عن هذه الدعوى ما دمت تعترف بوجهة نظر نقابة الزوجات .
المحامى : الخصمان يجب أن يكونا فى موقف واحد ، ويتمتعان بنفس الحقوق أمام المحكمة .
رئيسة المحكمة : هذا صحيح .
المحامى : ولكن الزوج الموقوفة ترقيته ، والمصادر أملاكه …
مفوضة الدولة : ” مقاطعة ” : هذه مصادرة مؤقتة .
المحامى : هل يستطيع مثل هذا الزوج أن يواصل السير فى الدعوى ؟!
رئيسة المحكمة : أعتقد .. أرى …
مفوضة الدولة : حاذرى يا سيدتى .. لو نطقت بكلمة واحدة تكونين قد أبديت رأيا فى الدعوى ، ومن ثم يقيم دعوى بردك عن نظر القضية .
رئيسة المحكمة : لا تخشى شيئا . تعودت من أيام السينما ألا أخرج عن النص .
المحامية : برافو !
رئيسة المحكمة : يبدو أنك كنت من هواة السينما ؟
المحامى : لم تنجح يا سيدتى كما نجحت أنت .
رئيسة المحكمة : لم أسمع عنك .
المحامية : جئت بعدك .
المحامى : يا سيدتى ، هناك نصوص أخرى معينة من القانون مثل إلزام الزوج فى حالة الحكم بالطلاق بدفع بدل نقدى للزوجة عن كل شهر من الشهور التى استغرقتها نظر القضية .
مفوضة الدولة : القانون يعتبر أن فترة الكراهية التى عاشتها الزوجة مع زوجها وهى تتمنى الطلاق منه لها ثمن . وثمن الكراهية محدود بل ومعقول .
المحامى : هل تعرفين الثمن يا سيدتى ؟ إنه نصف دخل الزوج . ما أغلى ثمن الكراهية هذه الأيام !
المحامية : عندما تتحمل الزوجة البقاء مع زوج تكرهه ، فيجب تعويضها عن هذه الفترة المؤلمة .
المحامى : الزوج فى هذه الحالة سيضطر للموافقة على طلب الطلاق فور إقامة الدعوى .
مفوضة الدولة : وهذا ما تريده الحكومة .
المحامى : سيزداد عدد حالات الطلاق بصورة رهيبة إذا صدر هذا القانون . أرجوك يا سيدتى . أوقفيه . امنعيه . حاولى منع صدوره ، وإلغاءه لمصلحة الحياة الزوجية .
رئيسة المحكمة : وتريد لهذه الحياة الزوجية أن تستمر ؟
المحامى : طبعا .
مفوضة الدولة : أبدا يا سيدتى ، إنه يريد عذاب المرأة وكل النساء .
المحامى : لا يا سيدتى النجمة . هذا القانون صدر لإرغام الرجل على الاستجابة لطلب زوجته ، ومنحها الطلاق فورا خوفا من أن يدفع الثمن .
رئيسة المحكمة : مسألة محيرة . إذا استجاب الرجل لزوجته وطلقها فورا ستطلب زوجات كثيرة الطلاق .. وإذا امتنع عن الطلاق ، دفع ثمن الكراهية .. مسألة محيرة لم نعرفها فى زماننا . هل أنت واثقة من أن الحكومة تريد تشجيع الطلاق ؟!
مفوضة الدولة : لا أظن ذلك .
رئيسة المحكمة : ولماذا صدر القانون ؟!
مفوضة الدولة : أعتقد أن بعض الزوجات ضغطن على الحكومة لإصداره .
رئيسة المحكمة : إذن القانون غير دستورى .
المحامية ومفوضة الدولة : يحيا العدل .
المحامى : نجمة من البداية إلى الأبد .
” رئيسة المحكمة تخرج المرآة من حقيبتها ، وتتطلع إليها وهى تبتسم ” .
موضوعات ذات صلة:
–عندما تحكم المرأة-الفصل الأول-قصص وروايات.
–عندما تحكم المرأة-الفصل الثالث م1 -قصص وروايات.
–قصة جحا والسلطان الجزء الأول-قصص الأطفال.
This Post Has 0 Comments